أنا فتاة أعاني من مشكلة قد تكون عويصه، أطرق باب رفيق يسمعني، أو صد ر يحضنني، أنني أشعر بشئ يخقني، ويكّدر صفوة الفرح في حياتي، وليت أحد يسعفني، ومما أعانيه ينقّذني
آه وما أدري كما هذة الآه التي تملئ قلبي ألمًا ونفسي جروح لا متسع لها من كثرتها، عموما مشكلتي، أنني أعاني من كثرة السرحان الذي بلا نهايه وفي عالما بلا بداية، أسرح الى لا شيء، في فضاء خارجي بلا معني، وأفقد حاسة السمع، رغم حضور البديهة
لدرجة صرت لا أعرف نفسي آانا حقا ثقيلة السمع، أم أن عالمي الذي استملكني زرع فيّ هذة الورطة، فحصُت على سمعي، وأخبرتُ بأنه في نقص قليل فقط، قد لا يؤثر، عموما حاولت التخلص من هذة النقطة
وبحثت عن علاج شافي، الا انني ليست متأكدة من تواجد علاج صادق لسمعي، كما أن ٳامكانياتي المادية لا تساعدني في بعزرة النقود بلا نتائج صادقة، يعني أتمني أن أجد عيادة أو مستوصف يفي بالغرض الشافي والكافي، أما أن أجرب هذة وّذاك فلا أستطيع فعل ذلك.
وجروح تكبلت في الحشي من شدة الآذى، ولا أعرف طرق النجاة أو البقاء، ٳحراج وتجريح يقطع أحشائي والفؤادْ، كلامُ قاتل كالسهم المسموم يُصب في الحشا والجوفْ، وأحلم بصدرًا حنون يِشعر أو يستشعر بمعأناتي.
رغم صمودي في وجه العواصف والرياح
إنني لا أستطيع البوح بمشكلتي أكثر من ذلك لما وجدته من معأناة وتجريح، زملائي في العمل النظرة منهم تحرقني، والكلمة تُقطّع أحشائي، رغم تمسكي بالوصول لتحقيق أهدافي وطموحي في الحياة
العالم كله، رغم التعامل معه، ورغم كل مايحويه الا أن التعامل صار لي شئ يكرهنني التواجد في أواسطهم رغم حاجتي للتواصل بالعالم الخارجي وما يحيط بي، للثقافة، للتعارف، وكنوع من اثبات الذات.
وأخيرا عساني أن أجد الصدر الحنون، والقلب الرؤف الذي يساعد مركبي الذي أوشك على الغرق، وحياتي التي تكاد تنهار.
شاكرة المولى العلى القدير والشكر موصول لكم بعد منة الله وعطفه لنا وعلينا بما تجود ﺇيديكم الكريمة من مساعدة نفسية لمشكلتي وحلها وأنني أنتظر ردكم الوافُي لمشكلتي
أختي الفاضلة السائلة:
أشكرك على تواصلك مع موقع المستشار وإن شاء الله تعالى سنعينك للخروج من أزمتك التي تعانينا منها.
لما قرأت مشكلتك عرفت من خلالها أنك تريد أن تحقق النجاح وتصعد سلم المجد،وتثبت وجودك في هذه الحياة، وكثرة السرحان الذي تتكلمين عنه هو ناتج عن عدم الثقة بالنفس ونظرتك التشاؤمية للحياة.
وأريدك أن تقف ولا تسقط وتتمسك بحبل الله تعالى وهو ركن المتين إن خانتك أركان، فأنت شابة في مقتبل العمر عندك طموح وأهداف فلا تيأسي ولا تعجزي، حاولي أن ترمي المشاكل وراء ظهرك وتسير نحو الأمام، ولو قرأت سير الناجحين لوجدتهم تعبوا في حياتهم وواجهوا المخاطر والمشاكل حتى وصلوا إلى درجة النجاح والعلو.
وأنصحك أختي الفاضلة أن تلتزمي الذكر والدعاء والاستغفار، واسمعي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ".
واحذري لصوص الطاقة الذين يريدون أن يسلبوا منك حب العمل وحب النجاح وحب الترقي وحب الصعود إلى المجد، ومن بين هؤلاء اللصوص، تشتت الذهن وهذه هي المشكلة الأساسية التي تعانين منها، عدم ترتيب أولوياتك وترتيب حياتك، وإعطاء الأهمية للأمور حسب الأهمية.
ولا تُشغل نفسك بما ليس مفيدا لك، وتذكر دائمًا قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم:" من أصبح منكم معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ".
حاولي أن تعززي الثقة بالله تعالى ثم بنفسك، فأنت لديك من القدرات والمهارات ما تستطعين أن تقدمي الكثير لنفسك ولأسرتك ولوطنك ولأمتك ن ولكن بشرط أن تبتعدي عن اليأس والقنوط، وكذلك التمني، فالتمني والخيال والحلم لا يمكن أن يأتي بشيء ولكن لابد من العمل.
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا
واسمعي أختي الفاضلة إلى قول ابن القيم رحمة الله عليه يقول:" النفس فيها قوتان: قوة الإقدام، وقوة الإحجام، فحقيقة الصبر أن يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى ما ينفعه، وقوة الإحجام إمساكا عما يضره ".
وأنا أريدك أختي الفاضلة أن تتقدمي فتقوية العزيمة والإرادة بالحركة وليس بالجمود.
وعليك أختي الفاضلة بإتباع الخطوات التالية حتى تستطيعي بإذن الله تعالى أن تخرجي من أزمتك:
- عليك بالتوجه بالدعاء الخالص بأن يوفقك الله تعالى ويعينك على تخطي الصعاب.
- عليك بإيقاظ ضميرك فهو جهازك الذي يحركك إلى النجاح.
- عليك بصحبة الأخيار الناجحين ذوي العزيمة والإرادة القوية.
- لا تبني حياتك على التسويف، ولكن تعلمي أن تنجزي العمل في وقته.
- حاولي أن تواجه ضعف الإرادة بقوة العزيمة والشجاعة.
أما عن علاجك لمشكلة السمع فقد تجدين أختي الفاضلة من أهل الخير من يساعدك، فهناك جمعيات خيرية موجودة في كل وهناك من أهل الخير في كل زمان ومكان، فاتخذي الأسباب ولا تجزعي ولا تيأسي.
وبالله التوفيق.
الكاتب: د. العربي عطاء الله العربي
المصدر: موقع المستشار